القراء الايرانيون يتغزلون بميلكرت.. ويفرحون بفوز علاوي.. ويعتبون على المالكي

المقاله تحت باب  قضايا
في 
31/03/2010 06:00 AM
GMT



رغم انشغال الجمهور الايراني على نحو عميق بمشاكله الداخلية والاحتجاجات العنيفة التي غيرت عادات الحكومة والناس هناك، الا ان حدث الانتخابات العراقية الاخيرة وفوز القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي، حظي باهتمام لافت في وسائل الاعلام غير الرسمية ولدى قنوات المعارضة، حتى ان العديد من الايرانيين راح يربط او يقارن، بظرف احيانا، بين ما يجري في العراق وما جرى في الانتخابات الرئاسية التي اشعلت ازمة بين الاصلاحيين بزعامة موسوي، والمؤسسات الثورية الحليفة لمحمود احمدي نجاد.

وفي جولة سريعة على مواقع الانترنت والصحف المعارضة ومحطات البث الفضائي والاذاعي التي تخاطب خصوصا شباب “الحركة الخضراء” المؤيدين لموسوي، تجد مديحا ايرانيا عريضا لدور أد ميلكرت مبعوث الامم المتحدة في العراق الذي “رفض اعادة فرز الاصوات يدويا وضمن شفافية الانتخابات”، وحديثا عن شخصيات من قبيل حمدية الحسيني رئيسة الدائرة الانتخابية في المفوضية، واهتماما بتصريحات لعلي الدباغ، الى جانب محاولة لفهم كيفية صعود القائمة العراقية التي “اندمج فيها علمانيو الشيعة بحركات سنية”.

كما تلفت نظر المتابع العراقي اكثر من ملاحظة للقراء الايرانيين تكشف عن تشابه غير قليل بين ازمات الدول المتجاورة في الشرق الاوسط، رغم حواجز اللغة والسياسة.

أعلنوا النتائج من طهران

موقع “تابش” المعارض على سبيل المثال راح “يتندر” بصحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الاعلى علي خامنئي لأنها خصصت خبرها الرئيسي في العاشر من آذار، اي بعد الاقتراع العراقي بثلاثة ايام فقط، لإعلان “فوز الائتلاف الشيعي رغم تدخلات اميركا” بينما لم تعلن نتائج الانتخابات الا بعد 19 يوما.

ويقول معلق ايراني ان الصحيفة الموالية لحرس الثورة “كانت تعلن من طهران نتائج الانتخابات العراقية، وتعبر عن حلمها المتسرع بفوز اصدقائها، لكن النتائج بينت عكس ذلك فيما بعد”.

واهتمت معظم تصريحات المحللين الايرانيين بما اسموه “تراجع الاحزاب الدينية” الذي عبرت عنه نسبيا، نتائج انتخابات العراق، واعتبر بعضهم ذلك “موجة من النقمة على التشدد وتزايد الرغبة في الاعتدال، تجتاح الشرق الاوسط بأكمله وليس ايران وحسب” بالإشارة الى اوسع احتجاجات تشهدها ايران منذ ثلاثين عاما، للمطالبة بالحريات وعزل الرئيس نجاد والاستفتاء على الدستور مجددا في الجمهورية التي يحكمها الفقهاء ورجال الدين.

صحيفة “روز نو” الايرانية المعارضة كانت بين وسائل الاعلام التي انهمكت في متابعة هذه النقطة حتى انها ترجمت الى الفارسية، حوارا اجراه الناطق باسم حكومة العراق علي الدباغ مع صحيفة “دايتزايت” الألمانية، قال فيه ان شعب العراق “معتدل ولا يريد سوى حكومة مدنية تقدم الخدمات والامن”.

الصحيفة تنقل كذلك عن الدباغ قوله “ان الجمهور في العراق ضاق ذرعا بشتى انواع الواجهات الدينية وهو يبحث عن احزاب كبيرة مستقلة تمثل بديلا لها”.

شعارات خامنئي تموت في بغداد

محللون ايرانيون في المنفى البريطاني ذهبوا الى اكثر من ذلك، معتبرين الانتخابات العراقية “اختبارا لنفوذ طهران الذي يتضاءل في العراق ويخيب آمال المرشد علي خامنئي”.

ويقول منصور امان وهو كاتب في طبعة لندن المعارضة من صحيفة كيهان العريقة، ان شعار “الموت لولاية الفقيه الذي يتردد في طهران منذ حزيران الماضي على لسان المحتجين، بات يسمع اليوم في بغداد وعبر صناديق الاقتراع”.

ويضيف امان “ان تراجع نفوذ خامنئي لم يعبر عن نفسه عبر فوز العراقية التي يتزعمها علاوي وحسب، بل ان حلم انشاء شرق اوسط اسلامي كما يعبر عنه حلفاء نجاد في ايران، راح يتبدد حتى بالنظر الى خطوات نوري المالكي نفسه”.

ويقول امان ان المالكي الذي يفترض ان يكون مقبولا لدى طهران ويتزعم اعرق الاحزاب الشيعية في العالم، بات يشعر “ان اقترابه من ايران يثير الشبهة ويحرق اوراقه لدى ناخبين يمتلكون الشعور الوطني”.

وتابع “حاول رئيس البرلمان علي لاريجاني ووزير الخارجية منوشهر متكي مرارا وعبر زيارات مكررة الى بغداد، اقناع المالكي بالاندماج مع الائتلاف الوطني الاكثر قربا لطهران، لكنهما فشلا” معتبرا ان تلك الخطوة تكشف ادراك المالكي نفسه ضرورة “ركوب موجة وطنية معادية لطهران بين الناخبين العراقيين”.

معلق ايراني آخر هو مهدي رنجبر كتب في صحيفة “سياست امروز” ان “فشل نجاد وخامنئي في حبك لعبة انتخابات الرئاسة والاحتجاجات العنيفة التي شهدتها طهران خلال الاشهر الماضية جعلت شيعة العراق يشاهدون ايرانيين شيعة يجري قمعهم وقتلهم بلا رحمة، من قبل الجمهورية الاسلامية الشيعية، ولا بد لذلك ان يترك اثره الكبير على صورة ايران في وعي العراقيين”.

ويتابع ان اصدقاء طهران في العراق لم يعد لديهم “نموذج مشرف للجمهورية الاسلامية، يسوقونه لأتباعهم وناخبيهم، ما سيدفع الجميع تدريجيا الى البحث عن خطاب وطني داخلي مستقل عن ايران، مداراة لمشاعر الناخبين الشيعة انفسهم”.

كم انت لطيف يا ميلكرت!

اما القراء الايرانيون فقد تركوا اكثر من تعليق لا يخلو من الطرافة والعمق والتعبير عن أمانيهم السياسية كذلك، على الاخبار الخاصة بانتخابات العراق.

وفي تعليق على مواقف رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق اد ميلكرد، كتبت سارة بهزاد “كم انت لطيف يا سيد ميلكرد... ان وجودك في العراق ضروري جدا لمنع الاحزاب الحاكمة من تغيير نتائج الانتخابات... حاول ان تأتي الى ايران لتمنع احمدي نجاد من التلاعب بأصوات موسوي، رجاء حاول ذلك”.

ويتهم الاصلاحيون الحكومة الايرانية بالتورط في تزوير واسع أقصى مير حسين موسوي من الرئاسة، وقد سقط مئات الايرانيين ضحايا لإطلاق النار من قبل الشرطة في المدن الايرانية، كما جرى اعتقال مئات الصحفيين والناشطين المدنيين بينهم وزراء سابقون ومسؤولون كبار في مؤسسات الدولة، لاحتجاجهم على ازمة النتائج هناك.

معلق آخر اسمى نفسه “الآري الأخضر” قال في تعليق على خبر “المالكي يطالب بإعادة فرز الاصوات يدويا ويطعن في نتائج انتخابات العراق” ان السيد المالكي “كان اول سياسي في العالم قدم التهنئة لنجاد بمناسبة تجديد ولايته، ولم ينصت لأصوات آلاف المحتجين الايرانيين في الشوارع.. ترى هل يتذكر المالكي تلك اللحظة؟”.

ويتابع “جرت انتخابات العراق بإشراف اوروبي ودولي وعراقي واسع، وحتى حرس الثورة الايرانية بعثوا مراقبين سريين للاقتراع، ورغم ذلك فإن حزب المالكي يشكك بالنتائج، فماذا في وسعنا ان نقول بشان انتخابات ايران التي تجري دون حضور اي مراقب اجنبي، وتديرها وزارة الداخلية التي يتحكم بها نجاد؟”.